مشاكل الإدمان
يتطور الإدمان الضار في أي نشاط أو مادة تؤدي إلى الشعور باللذة. إذا لم يتمكن الشخص من تعاطي المادة أو مزاولة النشاط الذي يرغبه، فإنه يشعر بالقلق ويصبح عصبيًا وقد يعاني من شتى أنواع أعراض الانسحاب.
يتطور الإدمان الضار في أي نشاط أو مادة تؤدي إلى الشعور باللذة (على سبيل المثال الأكل أو العقاقير أو الألعاب…)، حيث يشير الإدمان إلى حالة معينة يكرس الشخص لها مزيدًا من الوقت والجهد ليصبح قادرًا على تعاطي مادة ما أو مزاولة نشاط معين مثل القمار.
إذا لم يتمكن الشخص من تعاطي المادة أو مزاولة النشاط الذي يرغبه، فإنه يشعر بالقلق ويصبح عصبيًا وقد يعاني من شتى أنواع أعراض الانسحاب، وهذا لأنه يستمر في تعاطي المادة أو مزاولة النشاط الذي يروق له، بغض النظر عن الضرر الاجتماعي أو الصحي الذي قد يلحق به.
على الرغم من إمكانية علاج أنواع الإدمان بكفاءة إلا أنه من الممكن علاجها ذاتيًَا، حيث تم وضع العديد من برامج المساعدة الذاتية للتخلص من شتى أنواع الإدمان، مع العلم بأن أدوات الاختبارات والمساعدة الذاتية متوفرة على موقع المسكرات والمخدرات (Päihdelinkki)، أضف إلى ذلك أنه يلزم أن يعترف المدمن بالمشكلة وتتوافر لديه إرادة حقيقية ليتخلص من المادة أو النشاط المرتبط بالإدمان.
يأخذ الإدمان أشكالاً متنوعة فقد يكون اجتماعيًا أو نفسيًا أو جسديًا أو مزيجًا من جميع هذه الأنواع، فعلى سبيل المثال يشير الإدمان الاجتماعي إلى الإدمان المرتبط بالجماعة عن طريق استخدام أحد مواد الإدمان المحتملة، فعادة ما يكون بدء التدخين خلال سنوات الدراسة مرتبطًا بنوع ما من ضغط جماعة الأقران.
أما في حالة الإدمان النفسي فقد يتعلم الشخص أن يسعى إلى الإشباع الفوري لرغباته أو الوسيلة التي تمكنه من الخروج من المواقف الصعبة وذلك عن طريق تعاطي مواد معينة أو مزاولة نشاط ما، وقد يصاب المريض في هذه الحالة بالعصبية والقلق إذا لم تتوفر المادة أو النشاط المرتبط بالإدمان، بينما يتجلى الإدمان الجسدي في أعراض الانسحاب الجسدي مثل الصداع أو التعرق أو الرعاش أو اضطرابات النوم.
يتجلى الدور البارز الذي تلعبه خبرات التعلم والمواقف الحياتية الصعبة والاستعداد الجيني في تطوير الإدمان، فقد ينشأ الإدمان من التعلم لدرجة أن يصبح التدخين، على سبيل المثال، أحد الطرق لقضاء الوقت أو الإعداد لموقف ما ينتج عنه حالة من القلق، وقد ينجم أيضًا عن أحد المواقف والأزمات الحياتية الصعبة كأن يسعى الشخص إلى معالجة الأمور المقلقة وذلك بشرب الكحوليات.
كما تبين أنه ربما تؤثر السمات الوراثية على ظهور الإدمان، حيث يتم وراثة أحد القدرات الاستثنائية الجيدة لتحمل الكحوليات، فضلًا عن وراثة سمة معينة تعرض الشخص إلى إدمان الكحوليات.
العلاج من الإدمان
يمثل الإدمان أحد المشكلات الكبرى إلى حد ما التي تواجه فنلندا، وبالتالي تتوفر عدة خيارات للعلاج منه، وتم تحديد خيار العلاج الأكثر ملائمة بشكل فردي، ويمكن أن يشمل، على سبيل المثال، علاج التخاطب إما بشكل فردي أو جماعي، أو التخاطب مع المرضى الذين تعافوا من الإدمان بالفعل، أو عن طريق الدواء، أو مختلف برامج المساعدة الذاتية.
عادة ما يبدأ مدمنو الكحوليات والعقاقير في البحث عن العلاج من خلال المراكز الصحية أو مكاتب الرعاية الاجتماعية أو الخدمات الصحية المهنية أو الطلابية، وعلى الرغم من تقديم العيادات الطبية، في العديد من البلديات، العلاج لشتى أنواع الإدمان، فضلا عن تقديم الدعم لأحبائهم، تقدم مؤسسات أخرى العلاج ومنها مراكز الشباب ومراكز السموم ومرافق إعادة التأهيل من الإدمان، فعلى سبيل المثال يقدم خط المساعدة في مشكلة القمار Peluuri العلاج لمدمني القمار.
من المهم أن يفكر المدمن في حياته بوجه عام، وكيف بدأ الإدمان؟ وسبب إدمانه؟ وهل يلجأ إلى شرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات عندما يكون مضغوطًا أو عصبيًا؟ وما الذي يفعله أيضًا في مثل هذه المواقف، هل لديه القدرة على التأثير على خلق أشياء تجعلنه يلحق الضرر بنفسه؟ ما الذي يمكنه القيام به بدلًا من تعاطي مواد إدمانية أو القيام بنشاط مرتبط بالإدمان؟
عادة ما يتطلب الابتعاد عن الإدمان نوع ما من أنواع التغييرات السلوكية، وينبغي أن يخطط المدمن بعناية مقدمًا للتصرف في الحالات التي يصعب فيها رفض تجربة الكحول أو المخدرات أو مزاولة النشاط الضار، حيث قد يسهل على بعض المدمنين التخلص من الإدمان إلى حد ما، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى إجراء تغييرات كبرى في تفكيرهم وسلوكهم ونمط حياتهم.
لمزيد من المعلومات حول أنواع الإدمان وخيارات العلاج منه، يمكنكم زيارة موقع المسكرات والمخدرات (Päihdelinkki).
الاعتماد على الكحوليات
ومن المعروف أن الاستخدام المفرط للكحوليات يعرض الأشخاص إلى المشكلات الصحية الذهنية، وعلى النقيض من ذلك قد تستخدم الكحوليات للتصدي للقلق والخوف من المواقف الاجتماعية أو أزمات الحياة، ومع ذلك قد يؤدي الاستخدام المتكرر للكحوليات إلى زيادة مستوى القلق أو الإحباط وإحداث نوبات الهلع، وقد تعمل الكحوليات أيضًا على تدهور نوعية النوم وبالتالي فهي لا تعمل كدواء يساعد على النوم.
فبدلا من شرب الكحوليات، يمكن البحث عن مساعدة من خدمات العلاج النفسي أو الصحة المهنية أو الخدمات الصحية الأخرى أو مستشار الأزمات في أحد مراكز الأزمات أو مناقشة الموقف مع أحد عمال الدعم الشخصي أو مجموعة معينة في مركز الأزمات على الشبكة العنكبوتية Tukinetوذلك للتخلص من القلق، وفي حال تحول شرب الكحوليات إلى إدمان، قد يصبح من الصعب علاج المشكلة الكامنة للصحة النفسية
يوصف الاعتماد على الكحوليات أو إدمان الكحوليات بالاستخدام الإلزامي للكحوليات دون الاهتمام بالخطر الاجتماعي والصحي الناجم عن ذلك، فعادة ما يمتلك المدمون قدرة عالية على تحمل الكحوليات، مما يعني أنه لزامًا عليهم شرب كميات أكبر من الكحوليات للوصول إلى نفس الحالة، كما توصف الأعراض القوية للانسحاب والتي تعرض الشخص إلى الاستخدام المستمر لهذه المواد بأنها نمطية، ومع ذلك قد يتطور أيضًا الاعتماد على الكحوليات دون زيادة تحمل الكحوليات أو ظهور أعراض الانسحاب وقد يزيد التحمل الجيد للكحوليات من خطر إدمان الكحوليات أيضًا.
بعد تطور الاعتماد على الكحوليات، يفقد الشخص قدرته على التحكم في شرب الكحوليات: حيث يقوم بشرب كميات أكبر أو لفترات أطول من المدة المحددة لهم في البداية، مع العلم بأن شرب الكحوليات أو التعافي منه يستغرق فترة زمنية طويلة، ويصعب على المدمن تقليل الكمية أو إيقافها حتى في حال توافر رغبة لديه، ويواجه صعوبة في التعامل مع المشكلات الناجمة عن شرب الكحوليات.
جدير بالذكر أن للاستعداد الجيني دورًا في تطوير إدمان الكحوليات، حيث قد يؤدي استخدام الكحوليات لفترة طويلة إلى حدوث تغييرات في نشاط مخ الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني لإدمان الكحوليات.
يرى مدمنو الكحوليات أن شرب الكحوليات تحت رقابة أو بكميات قليلة أمرًا مستحيلًا، حيث يعتقدون أن الخيار الوحيد يتمثل في الامتناع الكلي عنها، هذا ويمكنك بدء البحث عن مساعدة للتخلص من الاعتماد على الكحوليات من مؤسسات كثيرة منها المركز الصحي أو مكتب الرعاية الاجتماعية أو العيادة الخارجية، مع العلم بأنه يتوفر العديد من الخيارات والمرافق التي تقدم علاج للإدمان.
الاعتماد على العقاقير الموصوفة
الأدوية سريعة المفعول والتي تستخدم في علاج القلق واضطرابات النوم والألم هي أكثر الأدوية التي تسبب الإدمان شيوعًا، فعلى سبيل المثال عادة ما يبدأ تأثير مضادات الاكتئاب بعد عدة أسابيع، ولذا فمن غير المرجح أن يسيء الفرد استعمالها أو يصبح مدمنًا لها، بينما تزداد احتمالية تطوير إدمان الأدوية مع الأدوية التي تخلق الشعور الجيد بسرعة، وتجعل المريض يشعر بأعراض الانسحاب الفسيولوجية في الجسم كالشعور بالقلق أو الصداع.
ينبغي استخدام الأدوية الموصوفة وكذلك الأدوية التي تستخدم في علاج القلق أو اضطرابات النوم وفقًا لتعليمات الطبيب وذلك لتجنب إدمانها، وفي حال استخدام الدواء لفترة طويلة، عادة ما ينصح الطبيب بتقليل الجرعة لمنع ظهور أعراض الانسحاب، وفي حال تطوير الاعتماد على الأدوية لديك بالفعل، يمكنك البدء في طلب المساعدة من بعض المؤسسات ومنها أحد مراكز الصحية أو العيادات الخارجية، ولمزيد من المعلومات حول إدمان الأدوية الموصوفة وطلب المساعدة لذلك، يرجى الرجوع إلى موقع المسكرات والمخدرات (Päihdelinkki).
إدمان الإنترنت
لا يتوقف الضرر الناجم عن إدمان الإنترنت فقط حول مقدار الوقت الذي تقضيه عبر الإنترنت، ولكن على سبيل المثال, عن تأثير الإنترنت السلبي على العلاقات الشخصية والصحة العامة للفرد، حيث يعاني مدمنو الإنترنت من الحاجة الملحة لقضاء الكثير من الوقت في منتديات المناقشة أو الدردشات أو المواقع الجنسية، وتكمن أعراض إدمان الإنترنت في عدة طرق مختلفة منها فحص رسائل البريد الإلكتروني باستمرار ورؤية قائمة المتصلين بشكل إلزامي, وقد لا يكمن خطر الإدمان في استخدام الإنترنت نفسه، ولكن يكمن في وجود الإمكانيات لتجربة المتعة المشوقة أو المجهولة.
لا تزال تجربة إدمان الإنترنت ظاهرة جديدة لم يتم تقديرها بعد بشكل واضح, ومع ذلك تعد معظم استخدامات الإنترنت مفيدة وغير ضارة، وبالنسبة لمعظم مستخدمي الإنترنت يسبب الاستخدام مصادر إزعاج لا تصل إلى الإدمان الفعلي, وفي حالة كنت تشعر أنك تستخدم الإنترنت كثيرا، وأن هذا يسبب لك الشعور بالذنب وربما يساعدك على إهمال صحتك أو عائلتك, فربما إيلاء الاهتمام لذلك قد يكون فكرة جيدة, ولمزيد من المعلومات عن إدمان الإنترنت وطلب المساعدة لذلك، يرجى الرجوع لموقع Päihdelinkki الإلكتروني.
إدمان القمار
يعد القمار شكل من أشكال الترفية الشائعة في فنلندا, حيث يأمل المقامرون في الحصول على المال الوفير أو الشعور بالتشويق أو مجرد تمرير الوقت عند المقامرة, ولا يستطيع الشخص الذي يعاني من إدمان اللعب السيطرة على المقامرة أو تحديد مقدار المال الذي يريد الحصول عليه أو الذي يمكن استخدامه في لعب القمار, هذا وقد يتسبب لعب القمار في مشاعر قوية من الخجل والقلق لمدمنو القمار، ولكن على الرغم من ذلك فهم غير قادرون على وقف لعب القمار, وقد تصبح المقامرة وسيلة للبعد عن المشاكل اليومية كما يمكن استخدامها كوسيلة لنسيان الأشياء التي تتسبب في مشاعر القلق أو المشاعر السلبية.
قد يؤدي إدمان القمار إلى وجود صعوبات بالغة في السيطرة على النواحي المالية الخاصة بالفرد فضلا عن العلاقات الشخصية والعمل, ويمكن أيضا أن يرتبط إدمان القمار بالاكتئاب أو إدمان الكحوليات أو المخدرات حيث يلجأ الفرد إلى الإدمان بسبب الشعور بالاكتئاب, وعلى الرغم من أن المقامر يحاول عادة إخفاء إدمانه للقمار عن أحبائه، إلا أنه عادة ما يتم اكتشاف الأمر نتيجة المشاكل العديدة الناجمة عن لعب القمار.
يقدم العديد من المختصين العلاج للأشخاص الذين يعانون من إدمان القمار, ويمكن اللجوء للعيادات التي تقدم المساعدة عندما يتم فقد السيطرة على لعب القمار, ولمزيد من المعلومات حول إدمان القمار، يرجي الرجوع إلى موقع Päihdelinkki الإلكتروني.