انتقل إلى المحتوى

عادة ما يتم تشخيص مرض انفصام الشخصية خلال مرحلة المراهقة، ولكن من الممكن أن تظهر أعراضه بالفعل في مرحلة الطفولة أو في مرحلة متأخرة مثل منتصف العمر، وأحياناً تتمثل أول أعراضه في ظهور نوبة ذهانية شديدة ومفاجئة، وفي أحيان أخرى تتطور الأعراض ببطء على مدار أسابيع أو شهور.

يعتمد تأهيل الشخص الذي يعاني من أعراض الانفصام أو عدم تأهيله على نجاح العلاج، ومن ناحية قد يتسبب عدم علاج هذه الأعراض لفترة طويلة في حدوث مشاكل خطيرة في العمل والعلاقات الشخصية، ومن ناحية أخرى إذا بدأ المريض في تناول الأدوية المضادة للذهان وغيرها من الأدوية في الوقت المناسب، فقد يحيى حياة جيدة ومستقلة.

يتم علاج من تم تشخيصه بأنه يعاني من انفصام الشخصية على المدى الطويل، وذلك لأنه يجمع بين شتى طرق العلاج، إلى جانب مراعاة احتياجات المريض وعائلته وأصدقائه، وتُعالج متلازمة الانفصام بالأدوية والعلاج النفسي وغيرها من أشكال الدعم الاجتماعي، كما أن الهدف من العلاج وإعادة التأهيل هو تخفيف هذه الأعراض لدى المريض، وتحسين المهارات الاجتماعية له، والتحكم في المرض والتكيف معه، وكذلك تقديم الدعم لعائلته وأصدقائه، ولذا يرجى قراءة المزيد عن طلب العلاج.

أعراض انفصام الشخصية

الأوهام

قد يفكر الشخص الذي يعاني من الأوهام أنه شخص آخر أو يصبح خائفاً من التحكم فيه أو اضطهاده من قبل الآخرين، أو قد يشعر بالذنب تجاه أمور لم تحدث بالفعل، أو يعتقد أنه “الشخص المختار”، وقد تتعلق الأوهام أيضاً بالمعتقدات الدينية، وقد يفكر المصاب بالوهم أنه يرى أشياء غريبة كالإله أو الشيطان.

الهلاوس

سماع الأصوات أكثر الهلاوس شيوعا، حيث يمكن أن تعبر هذه الأصوات عن نبرة غضب أو اتهام، وقد تكون أصوات أحبائهم أو أغراب عنهم، وتصبح هذه الأصوات واضحة أحياناً بمرور الوقت، كما أن الأشخاص الذين يسمعون أصواتاً يرتدون سماعات رأس بصفة مستمرة، أو يضبطون صوت التلفاز على مستوى عال، وذلك للتخلص من الصوت الذي يسمعونه.

على الرغم أنه لا يمكن للمريض أن يسمع أصواتًا حقيقية حيث تنبع الأصوات من داخله ،إلا أنها تبدو حقيقية جداً للمصابين بالانفصام، وتبدو وكأنها صادرة من مكان ما خارجهم, وقد يذكر أحد المقربين من الشخص الذي يسمع الأصوات غير الحقيقية أنه لا يسمع نفس الأصوات، ولكنه مع ذلك يدرك أن الأصوات حقيقية جدًا.

بالإضافة إلى سماع الأصوات، قد يتضمن الانفصام أنواع أخرى من الهلاوس الحسية، حيث قد يشعر الشخص المصاب بالانفصام بوجود أنواع مختلفة من الكائنات أو المخلوقات على جسده،أو يرى أو يسمع أشياء لا وجود لها، أو يشم روائح غير موجودة.

توصف الهلاوس كسماع الأصوات بأنها نمطية عند المرضى الذين تم تشخيصهم بأنهم يعانون من الانفصام، وعلى الرغم من ذلك فإن سماع الأصوات لا يعني دائماً إصابة الفرد بمتلازمة الانفصام، فقد يسمع الناس أصواتا تتعلق، على سبيل المثال، بالمواقف المزعجة أو التوتر الشديد أو الإفراط في تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى ما سبق، يمكن لمن يعاني من نوبة الاكتئاب الذهاني، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القضب أن يسمع أصواتاً هو الآخر.

تشير التقديرات إلى أن عدداً كبيراً من الفنلنديين يسمع أصواتا في مرحلة ما من حياتهم، حيث يسمع بعضهم تلك الأصوات مرة واحدة، بينما يسمعها الآخرون لفترة طويلة، كما يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الهلاوس السمعية طويلة الأجل جمعية خاصة بهم تعرف بـSuomen moniääniset، والتي تعمل تحت مظلة الرابطة المركزية الفنلندية للصحة النفسية.

اضطرابات الفكر

تشير اضطرابات الفكر إلى عدم القدرة على التخطيط مستقبلًا أو التركيز أو تذكر الأمور المهمة في الحياة اليومية بصفة عامة، حيث يفقد المرضى تفكيرهم، ويصعب عليهم التواصل مع الآخرين.

فقد الإرادة

يشير فقد الإرادة إلى حالة يشعر المريض فيها بعدم القدرة على تنفيذ مهمة معينة، أو القيام بأي عمل بشكل أساسي، حيث تصبح الأعمال الروتينية اليومية مثل الاستحمام أمورًا يصعب القيام بها.

التسطيح العاطفي

يشير التسطيح العاطفي إلى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، حيث يتم أحيانًا تشويه المشاعر من المنظور الذي يطلق عليه الحياة الطبيعية، ويعبر مريض الانفصام عن مشاعر غير لائقة، والتي قد تبدو مربكة للآخرين.

الانسحاب الاجتماعي

قد يعزل المصابون بانفصام الشخصية أنفسهم عن الآخرين، ويحجزون أنفسهم في منازلهم، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور الأوهام واضطرابات الفكر وتدهور المهارات الاجتماعية، وكذلك الخوف من التفاعل مع الناس.